تطور الأمر إلي أن بلغت تلك المحافل أمدها في الستينات إذ كان لزاما علي قواد حركات تحرير و تفسيخ و تسطيح المرأة أن يستعرضوا حريتها أكثر بتعريتها اكثر، و ان يفتحوا لها أبواب الحرية المزعوم لتعيش حياتها، بدون طول لتنورتها و بدون عرض لذاتها. و من هنا أفصح عن التنورة القصيرة (الميني جيب)، لتدلل علي تلك الحرية و علي تفسخ المرأة أكثر و أكثر... و مع ظهور حركة فتيات السبايسي في أواخر التسعينات بقيادة فريق " سبايس جيرلز " ظهرت موضة البنطلونات البرمود و الوسط الساقط التي سقطت معها المرأة أكثر و اكثر لتكشف اكثر مما تستر و أكملت المسيرة بالبلوزات والقمصان القصيرة الخصر التي تبرز البطن.
في لقاء اجرته جريدة «نيويورك دايلي نيوز» العام الماضي قالت المغنية الأمريكية "بينك": «في الخمسينات كان ينتظر من المرأة ان تبتسم وتطبخ، الآن يتوقع منها أن تبتسم وأن تكون مثيرة. الفرق بين الأمس واليوم أنه عوض ان يطلب منها الرجال ذلك ويفرضونه عليها، تقوم به طواعية وبمحض إرادتها.
و بظهور مد و شهرة جينفيرلوبيز و التي لم تكن تتمتع بمقاييس الجمال الأوربي النحيف، إنما كانت امرأة ممتلئة الأرداف،
لكنها استطاعت باردافها ان تتفوق علي منافساتها كالاسترالية كيلي مينوج الناعمة والمتناسقة الجسم و أستطاعت جينفير أن تسوق شكلها بطريقة انثوية إغرائية جديدة جعلتها مرغوبة اكثر حتي فازت بلقب أجمل مؤخرة في العالم؟!!
وتعاطفت النساء مع جينفير وشجعتها، لأن النساء رات في جمال مؤخرة جينفير ما تشعر به من بشاعة مؤخراتهن. و بفضلها تحولت تلك البشاعة لمصدر جمال و إغراء..و أذا سأل أحدهم في الغرب عن أحد أهم أسباب نجاح جينيفر لوبيز أجابك بتلقائية..بسبب مؤخرتها و هي أكثر جزء تشتهر به وتستغله احسن استغلال عوض التمويه عنه مثلما كانت النساء تعمل من قبل، وهو ما شجع النساء على تقبل مقاييسهن للمؤخرات الكبيرة و الضخمة و أستطاعت شركة Falke استغلال هذه الظاهرة، بطرح اكسسوارات داخلية تزيد من إبراز هذا الجزء لمن لا يتمتعن طبيعيا بتلك المؤخرات. و طرحت بضاعاتهم القذرة في الأسواق لتبديل خلقة الله و لتحويل ما أكسبته الطبيعة و البيئة للنساء:
ليكون :
و علي نفس النسق قام رولان موريه، بتقديم فستان “غالاكسي” ، وكان رائعا على كل نجمة تتمتع بهذه المقاييس، ولم يخاطب النحيلات أبدا، فقد كان يركز علي أظهار تضاريس الجسم خاصة المؤخرة و الصدر.
ما دعاني لكتابة هذه المقدمة حول التطور في صناعة الملابس النسائية و التسويق للعري الذي تمارسه بيوتات الازياء العالمية ممتهنة المرأة في أرخص أنواع الأمتهان و أبشع أنواع الاستغلال.... هو ورود رسالة علي بريدية مضحكة و مبكية في ذات الوقت... فهي تتحدث عن قيام جينيفر لوبيز بالتأمين علي مؤخرتها بمبلغ 7 مليون دولار أي ما يعادل 40 مليون جنيه مصري أو يزيد قليلا؟!!!
و هو رقم فلكي في عالم المؤخرات... و الأبشع انها قامت بذلك الاجراء عقب فوزها بلقب صاحبة أجمل مؤخرة التي دائما ما تحاول إبرازها في أية لقطة لتبرهن للعالم علي أحقيتها لجائزة أجمل مؤخرة و أحقية مؤخرتها في مبلغ التأمين الباهظ....
و بغض النظر عن العري و التعري المؤسس الذي تقوم به المحافل الغربية و تقتنيه المرأة العربية للمحاكاة الخاطئة و للتسطيح الثقافي للمرأة العربية ضد زيها المحتشم و تحت وطأة التغريب و تمييع الهوية الإسلامية وجدنا كل ما سبق في مدننا و في أنديتنا بل و من الممكن ان تكون هناك من هن داخل اسرنا و يحاكين هذا الواقع الأليم بدافع الحرية أو الموضة أو حتي لجذب العرسان...تحت وطأة التأثير الإعلامي لما اطلق عليه الحرب ضد الرجعية أو ضد الحجاب -بمعني أدق- و تزامن ذلك مع هجمات متقطعة من قبل بعض العلمانيين و أرباب الماركسية و الناصرية وحتي من بعض المحسوبين علي التيارات الإسلامية الذين دقوا أسفين البرجلة و التشكيك لدي عامة المسلمين بتصريحاتهم و فتاويهم المتضاربة حول الحجاب... و لم تقصر الحرب الغربية علي الإسلام في إشعال الحرب علي الحجاب فأستغلت كل المرأة بعراها و حجابها للأعلان عن الجميل و القبيح من وجهة نظرهم:
و بينما أنشغل بعض الكتاب في التفرقة بين مقدمة إبن خلدون و مؤخرة نانسي عجرم و شاكيرا أو بيان الاعجاز الفني لمؤخرة روبي و تفوقها الفلسفي علي مقدمة ابن خلدون أيضا و الإشارة لتأثير هزات روبي علي البرلمانات العربية .... لم تتأخر أيضا الفضائيات العربية القبيحة و التي تمول بأموال عربية إسلامية لتحض المرأة علي العري و علي الخروج و التبرج و التمرقع و الترقع لتخرج علينا أجيالا من العرايا من الجنسين و للتنافس تلك القنوات في الإبتذال و الإمعان في النزول لحضيض الكلمة و الإشارة و الفعل و الصوت و الصورة حتي أضحينا في مستنقع التفسخ الأخلاقي و لتتباهي كل قناة بما تبثه حصريا من حوارات ماجنة و كلمات أغاني فاضحة و رقصات ماجنة و ملابس لا تستر و ملابس أخري تفضح أكثر مما تستر... و أصبح التنافس بين تلك الفضائيات تماما كمسابقة أجمل المؤخرات و التي فازت بها جينفير لتتنافس فضائياتنا و مجتمعاتنا في من يفوز بمسابقة أفضل مؤخرة عربية.